الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية  4/6/2017

سوريا في الصحافة العالمية  4/6/2017

05.06.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الفرنسية والاسبانية والبريطانية http://idraksy.net/strategy-the-country-of-the-area-in-the-frame-of-relationship-iranian-saudi/ http://arabi21.com/story/1011523/الكونفيدينسيال-خطة-إدارة-الرقة-بعد-معركتها-تثير-المخاوف http://baladi-news.com/ar/news/details/19947/جحيم_على_بعد_أمتار_من_محرقة_الجثث_في_صيدنايا
الصحافة الروسية والعبرية : http://www.elbalad.news/2791746 http://www.raialyoum.com/?p=685892
الصحافة الامريكية : https://www.albawabhnews.com/2555231 http://altagreer.com/كيف-أخفت-التحيزات-الثقافية-دور-المرأة/ http://idraksy.net/if-trump-wants-a-fight-in-the-middle-east-iran-will-give-him-one/ http://altagreer.com/كيف-ساهمت-حرب-الستة-أيام-في-تشكيل-الشرق/
 
الصحافة الفرنسية والاسبانية والبريطانية
لو كلي دو مويان أوريون: استراتيجية دول منطقة الشرق الأوسط على ضوء توتر العلاقات الإيرانية السعودية
http://idraksy.net/strategy-the-country-of-the-area-in-the-frame-of-relationship-iranian-saudi/
نشر موقع “لوكلي دو مويان أوريون” الفرنسي تقريراً، تحت عنوان استراتيجية دول منطقة الشرق الأوسط على ضوء توتر العلاقات الإيرانية السعودية، بتاريخ 23 أيار/مايو من سنة 2017، للكاتب “ماتيي صعب”، الذي تطرق إلى مدى تأثر البلدان المجاورة لإيران والمملكة العربية السعودية بالصراع الذي قام بينهما.
وقال الكاتب إن الدول المجاورة لإيران والمملكة العربية السعودية، مثل إسرائيل وتركيا وأفغانستان، وعُمان وباكستان والبحرين، متدخلة بطريقةٍ أو بأخرى في الصراعات الكبرى التي تدور في المنطقة.
على سبيل المثال: نجد الصراع العربي الإسرائيلي، أو الإسرائيلي-الفلسطيني، والصراع الطائفي بين السنة والشيعة، فضلاً عن الصراع بين الدول التي تدعم الغرب ضد تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة والحركات الجهادية الأخرى، علاوةً على الصراع بين المؤيدين والمعارضين لسباق التسلح النووي الذي تخوضه إيران. ومن ثم تدفع كل هذه الصراعات دول منطقة الشرق الأوسط إلى التأقلم مع التطورات التي يشهدها الصراع بين إيران والسعودية، والذي سوف نتطرق إليه أدناه.
إسرائيل وتركيا
لم يمنع الخلاف بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل بشأن القضية الفلسطينية البلدين من السعي لإنشاء تحالف ضد إيران، التي تحظى بدعم بعض الدول الغربية. لذلك دعا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حلفاءه الغربيين إلى معارضة إيران، التي تدعم حكومة الرئيس بشار الأسد، وتقوم بتطوير صواريخ باليستية، فضلاً عن تمويل الانفصاليين الحوثيين في اليمن.
ووفقاً للجبير تعتبر طهران الراعي الرئيسي والداعم المالي الرسمي للإرهاب الدولي، فضلاً عن أنها تمثل مصدراً لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق تسعى إسرائيل إلى الاتفاق مع الدول السنية  المجاورة لها ومعاداة طهران. في حين أن تركيا التي تعارض أي تقسيم طائفي في المنطقة، تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل على الرغم من الخلافات المتبقية بين البلدين على السياسة الإقليمية لتل أبيب؛ وعلى وجه الخصوص حول موقفها من القضية الفلسطينية.
من جانبه انتقد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، السياسة “الطائفية” التي تنتهجها طهران في المنطقة، والتي تشجع على تنامي انتشار الحركات الانفصالية في البحرين والمملكة العربية السعودية. وأضاف الوزير أن تركيا تعارض أي تقسيم ديني أو طائفي في المنطقة، ورحّب بتطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل.
وجاءت تصريحات مولود جاويش أوغلو والجبير في أعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى عُمان والكويت، اللتين زارهما في شباط/فبراير سنة 2017 ، بهدف تحسين العلاقات الثنائية.
أفغانستان
استمرت العلاقات المتوترة بين المملكة العربية السعودية وإيران في أفغانستان، تلك الدولة التي ظلّت هشة على الرغم من الجهود التي بذلها حلف الناتو لإرساء الاستقرار فيها. وفي الواقع تملك أفغانستان حكومة مركزية ضعيفة، في حين يملك المتمردون نفوذاً كبيراً على الأراضي الأفغانية، ويرتبطون بعلاقات مع إيران والرياض، لأسباب كثيرة ومختلفة.
فضلاً عن ذلك تملك أفغانستان مع إيران حدوداً يسهل اختراقها؛ لذلك تربط كلا البلدين علاقات ثقافية ولغوية وعرقية واقتصادية. وتجدر الإشارة إلى أن تهريب المخدرات بين البلدين يغذي مشكلة المخدرات التي أصبحت وباءً وطنياً في المدن الإيرانية. كانت طهران متورطة في اندلاع الأزمة الأفغانية سنة 2001، قبل تدخل الولايات المتحدة وحلف الناتو، فضلاً عن أنها قدّمت الدعم للولايات المتحدة للقضاء على حركة طالبان المتمركزة في تلك الأراضي.
فضلاً عن ذلك، أرادت طهران تقديم الدعم المالي للحكومة المركزية في أفغانستان. وعلى عكس السياسة التي تتبعها إيران في ميادين القتال الأخرى في الشرق الأوسط، تمثل إيران بالنسبة للغرب عاملاً مساعداً على تحقيق الاستقرار في هذا البلد.
أما فيما يتعلق بالدور الذي اضطلعت به المملكة العربية السعودية في أفغانستان، فقد قدّمت الرياض الدعم العسكري سنة 1980 للمعارضة الأفغانية ضد السوفييت، فضلاً عن أنها أدّت دوراً مهماً في الترويج للجهاد الأفغاني. والجدير بالذكر أن المملكة السعودية اعترفت أيضاً بقوة طالبان في أواخر سنة 1990. ومع ذلك يمكن القول إنه بالنسبة للمملكة العربية السعودية لا تعتبر كابول أولوية.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن تزيد طهران من حجم تمويلها للحكومة المركزية في كابول، في حين أن الرياض تعارض دعم طهران لأفغانستان. علاوة على ذلك، فرض ظهور تنظيم الدولة على إيران زيادة وجودها في أفغانستان؛ للسيطرة على الآلاف من اللاجئين الأفغان الذين يتوافدون على الحدود الإيرانية. في الحقيقة إن النظام الإيراني يريد منع تفكيك الكيان الأفغاني وزعزعة استقرار ذلك البلد.
لتحقيق هذا الهدف يمكن لإيران التحالف حتى مع الحزب الإسلامي المعادي للشيعة، وإرسال قوات الحرس الثوري كما هو الحال في العراق وسوريا. وفي واقع الأمر تريد السعودية تعزيز نفوذها في أفغانستان؛ للتصدي لتنامي النفوذ الإيراني في أفغانستان. في حين تخشى طهران أن تقع الدول المجاورة لها تحت سيطرة الجماعات الإرهابية وتنظيم الدولة.
عُمان
في نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر من سنة 2016، انضمت عمان إلى التحالف الإسلامي المتعدد الجنسيات، الذي تمّ إنشاؤه في سنة 2015 من قبل المملكة العربية السعودية لمكافحة تنظيمَي القاعدة والدولة. والجدير بالذكر أن هذا الاتفاق، الذي يجمع 41 دولة ومنظمة، استبعد منذ تأسيسه بغداد وطهران، البلدين اللذين يقودهما الشيعة، علاوة على أنهما يتعارضان مع التوجه الإسلامي الذي تنتهجه الرياض.
في واقع الأمر سعت المناورات العسكرية لهذا التحالف الإسلامي، التي جرت شمالي شرقي المملكة العربية السعودية في سنة 2016، إلى التعامل مع الهجوم الذي تشنه إيران ضد النظام السعودي. وقد حاولت عُمان منذ فترة طويلة التقرب من الممالك السنية، وأن تكون الوسيط بين واشنطن وطهران. ومن هذا المنطلق شاركت مسقط في المفاوضات التي أدت إلى توقيع الاتفاق النووي  بين إيران والغرب، في سنة 2015.
والجدير بالذكر أن السلطان قابوس يحتفظ بعلاقات جيدة مع إيران منذ نهاية الحرب بين العراق وإيران. في المقابل ترغب السعودية أن تتبنى عُمان سياسة معادية لإيران، على غرار دول أخرى في مجلس التعاون الخليجي. في ظل هذه الظروف شجع إدماجُ القوات العسكرية العُمانية في التحالف الإسلامي متعدد الجنسيات العاهلَ السعودي، الملك سلمان، على تنظيم زيارة إلى مسقط للقاء السلطان قابوس، في سنة 2017.
ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن عُمان لا تشارك في الحرب السعودية التي تقودها السعودية في اليمن، على الرغم من أن العُمانيين يملكون علاقات جيدة مع الحوثيين والرئيس السابق “علي عبدالله صالح”، الذين يعارضون التدخل السعودي في الشؤون اليمنية. لذلك يعتقد العُمانيون أن المملكة العربية السعودية أصبحت غارقة في المأزق اليمني، فضلاً عن أنها فشلت في القضاء على الحوثيين وهو ما يرضي الإيرانيين.
ورغم ذلك يحاول السلطان العُماني إيجاد حل لهذا الصراع، ويشجع على إقامة حكومة وطنية تمثيلية في اليمن. ويسعى السعوديون للخروج، بطريقة مُشرفة، من هذه الفوضى التي كانت تثقل كاهل ميزانيتهم بشكل كبير. فضلاً عن ذلك يتطلب انتهاء الأعمال العدائية في اليمن إصدار قرار بوقف إطلاق النار يشارك فيه “عبد ربه منصور هادي”_ حليف السعوديين _ الذي يختلف جزئياً معهم نظراً لأن السعوديين يبحثون عن حلٍّ وسط، في حين يريد هادي تحقيق النصر التام.
وفي الوقت نفسه إن الحالة الصحية للسلطان قابوس، الذي يحكم السلطنة منذ سنة 1970، سيئة ولكنه لم يعين بعدُ خليفته. في الحقيقة إن الحالة الصحية للسلطان قابوس لا تسمح له بالمشاركة في اجتماعات جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي. ومن هذا المنطلق يمكن القول إن الزيارة التي قام بها العاهل السعودي لعُمان تهدف فقط للتأكّد من موقف السلطان المساند للسعودية.
أما من الناحية الاقتصادية، فقد جعل انخفاض أسعار النفط عُمان في قبضة الحليف السعودي الثري الذي يقدم لها الدعم المالي. ممَّا يفسر تشجيع السلطنة على إرساء المصالحة بين الدولتين الإسلاميتين الرئيسيتين (إيران والسعودية)، محافظة على مسافة متساوية بين  هاتين القوتين الإقليميتين.
باكستان
تحتفظ باكستان بعلاقات طيبة مع كل من السعودية وإيران، فضلاً عن أنها انضمت إلى التحالف المكون من 41 دولة الذي تقوده المملكة العربية السعودية لمواجهة الإرهاب. ولكن كما أشرنا سابقاً، فإن هذا التحالف الذي سعت المملكة العربية السعودية إلى تكوينه يمكن أن يصبح آلة حرب ضد إيران، الأمر الذي ترفض باكستان الانخراط فيه. والجدير بالذكر أن باكستان كانت قد رفضت سابقاً التدخل مع السعوديين في الصراع اليمني.
في المقابل يمكن أن يرأس الجيش الباكستاني التحالف السعودي والذي من شأنه أن يساعده على إضفاء مزيد من الشرعية على سياسته؛ نظراً لأن باكستان تعتبر قوة سنية. مع ذلك يمكن أن يدعم الجيش الباكستاني بشكل أكبر السعوديين في المواجهة الطائفية والجيوسياسية التي يخوضونها مع الإيرانيين.
خلال سنة 2015 رفض مجلس النواب الباكستاني إرسال قواته إلى اليمن لمساعدة المملكة العربية السعودية في حربها للحوثيين، على الرغم من أن الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة للسعوديين في باكستان كانت كفيلة بضمان الاستقرار الاقتصادي للبلاد. يمكن أن يتسبب التدخل العسكري للمملكة العربية السعودية في نشوب بعض المناوشات داخل الجيش الباكستاني، الذي يرفض الانخراط في الصراع غير المباشر بين إيران والمملكة العربية السعودية.
وفي الوقت ذاته، ومن أجل احترام إرادة مجلس النواب الباكستاني، يمكن أن ينتشر الجيش في هذا البلد على الحدود السعودية اليمنية لحماية المصالح السعودية. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال سنة 1980، تمركزت وحدات من الجيش الباكستانية في محافظة سعودية مأهولة بالسكان الشيعة لحماية احتياطيات النفط والغاز. فضلاً عن ذلك، كُلّفت باكستان باحتواء ظهور الطائفة الشيعية، وحماية الساحل الشمالي من الخليج العربي من تداعيات الحرب بين إيران والعراق.
البحرين
تحكم عائلة آل خليفة، من أصل سعودي، والقبائل السنية البحرين، إلا أن 60 بالمئة من السكان من أصل شيعي في الإمارة، ويملكون علاقات قوية مع إيران. تنقسم شيعة البحرين بين تلك التي من أصل عربي “البحارنة”، وتلك التي من أصل إيراني “العجم”. ونتيجة لذلك يعتقد عددٌ من المراقبين أن الأزمة الحالية في البحرين هي صراع بين السنة والشيعة، وامتدادٌ للصراع بين إيران والمملكة العربية السعودية من أجل السيطرة على المنطقة.
ويدعم الانقسام الطائفي بين السنة والشيعة الإيرانيين والسعوديين الذين قاموا بإنشاء ودعم نزاعات أخرى مماثلة في لبنان وسوريا والعراق واليمن. لذلك تشجع إيران عمليات التخريب في البحرين، على الرغم من الوجود العسكري السعودي في البلاد، الذي جاء بناءً على طلب من الحكومة البحرينية لمساعدتها في قمع التمرد المدعوم من قبل إيران.
في الواقع تدرك الولايات المتحدة أن سقوط عائلة آل خليفة قد يفسح المجال للقوى السياسية الموالية لإيران للتلاعب بالسلطة. وهذا ما يفسر التقدير النسبي الذي تبديه واشنطن تجاه القرارات القمعية للحكومة البحرينية وغياب الديمقراطية في هذه الإمارة.
في المقابل اتبعت إدارة أوباما سياسة تقارب مع إيران كان من الممكن أن تؤدي إلى سقوط عائلة آل خليفة (على غرار سقوط مبارك في مصر)، وإنشاء نظام يساهم في الحفاظ على القوة الأمريكية في الخليج العربي. وفي الوقت نفسه، تواصل إيران زعزعة الاستقرار في الإمارة من خلال دعم الأنشطة الإرهابية  التي يقوم بها الشيعة البحرينيون، احتجاجاً على احتجاز رجال الدين الشيعة من قبل عائلة آل خليفة، وقمع السكان الشيعة في هذا البلد.
في الحقيقة تتدخل إيران في هذا البلد بنفس طريقة تدخلها في بلدان مثل لبنان وسوريا واليمن والعراق. ومن ثم فمن المرجح أن الصراع منخفض الحدة سوف يتواصل بين إيران والمملكة العربية السعودية في البحرين في الأشهر المقبلة.
حالة استثنائية: العلاقات الخاصة التي تربط الولايات المتحدة بالمملكة السعودية
تتشارك الولايات المتحدة وحلفاؤها العديد من القيم والمصالح المشتركة. في المقابل لا تربط الولايات المتحدة بالمملكة السعودية إلا مصالح مشتركة؛ فهما يواجهان نفس الخطر الذي يشكله الإرهاب الدولي، ويفرضه تنظيما القاعدة والدولة وجميع الحركات الجهادية الأخرى.
خلال الحرب الباردة شجّع موقف السعودية المعادي للشيوعية على تحالفها مع الولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفييتي، الذي كان يسانده نظام جمال عبد الناصر المصري ونظام القذافي الليبي. لذلك يعتبر الأمريكيون أن المملكة العربية السعودية تمثل عامل استقرار في المنطقة، والداعم المالي للدول الموالية للغرب مثل الأردن. يقوم التحالف بين الأمريكيين والسعوديين بالأساس على التوافق السياسي المشترك حيال قطاع النفط. في الواقع إن هذا التحالف لا يرتكز على مبدأ تشارك القيم، ولكن المصالح المشتركة كانت موضع اختبار خلال هجمات 11 أيلول/سبتمبر سنة 2001، وخاصة بعد ظهور تنظيم الدولة.
الخلاصة، التقارب المحتمل للقوتين العظميين الإسلاميتين في المنطقة
تشير عديد من العوامل إلى أن إمكانية تحسن العلاقات بين إيران والسعودية ليست مستحيلة. أولاً، استأنف السعوديون المفاوضات مع الإيرانيين الذين قاطعوا الحج إلى مكة المكرمة، في السنة الماضية، لكنهم يريدون الذهاب هذه السنة لتأدية مناسك الحج.
ونتيجة لذلك اقترح وزير الخارجية العراقي أن يقوم بدور الوسيط بين طهران والرياض، فضلاً عن أن المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني، الجنرال شمخاني، يرغب في تعزيز التقارب بين هاتين الدولتين الإسلاميتين. وقد شجع ذلك التقارب التركي الروسي، في الوقت الذي أعرب الرئيس الجديد للولايات المتحدة عن عدائه لإيران.
من ناحية أخرى، يمكن أن يفسر هذا التحسن في العلاقات السعودية الإيرانية بالزيارة الرسمية التي أداها الرئيس اللبناني، حليف حزب الله، إلى المملكة العربية السعودية، علاوة على القرار السعودي الذي ينص على خفض إنتاج النفط ويسمح لإيران في الوقت نفسه بزيادته. فضلاً عن ذلك، تمثل سياسة تعزيز المعسكر المعتدل في إيران وتعزيز الوضع الاقتصادي في البلاد عاملاً آخر ساعد على تحسن العلاقات الإيرانية السعودية.
بالإضافة إلى ذلك يمكن لتدخل دول أخرى أن يساهم في حصول المصالحة بين الإيرانيين والسعوديين، وذلك من خلال إضعاف الدور الذي تضطلع به روسيا في سوريا وحزب الله والإيرانيون، الذين يدعمون نظام الأسد.
وفي شأن ذي صلة، أدّى تحسن العلاقات بين روسيا وتركيا إلى استبعاد الإيرانيين في المفاوضات التي أدت إلى وقف إطلاق النار في حلب. أما مؤخراً فانتشرت شائعات تشير إلى ظهور “محور سني” يعارض إيران وحلفاءها الشيعة. وسوف يكون هذا المحور بقيادة المملكة العربية السعودية وتركيا، ويهدف أساساً إلى الإطاحة بالرئيس الأسد. مع ذلك اختلف أطراف هذا التحالف بين الدول السنية حول مستقبل سوريا السلمي. ولكن سيؤدي رفض الولايات المتحدة للانخراط مباشرة في الصراع الإقليمي والتدخل الروسي إلى اضمحلال مشروع المحور السني.
وفي الوقت نفسه سمح فشل الانقلاب في تركيا بتطور طموحات حزب العدالة والتنمية. فضلاً عن ذلك، شجّع الدعم الأمريكي للأكراد وحلفائها العرب في سوريا تركيا للتقرب من روسيا. أخذت المملكة العربية السعودية بعين الاعتبار سقوط حلب واختلاف طموحات تركيا. وفي ظل هذه الظروف يخشى السعوديون تحالف الإيرانيين والأتراك من أجل القضاء على الأكراد. لذلك تلتزم تركيا في الوقت الراهن بدعم الإيرانيين في العراق، إذ إن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي “بن علي يلديريم” إلى بغداد  تهدف بالأساس إلى تعزيز الدعم العراقي من أجل مقاومة تقدم حزب العمال الكردستاني في مدينة سنجار العراقية.
تطورت العلاقات المتناقضة بين تركيا ومصر في أعقاب الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي، والذي أطاح من خلاله بحكم جماعة الإخوان المسلمين، الذين يدعمون بدورهم نظام الحكم التركي الحالي. وفي الأثناء تحاول المملكة العربية السعودية، التي تدعم السيسي وتعارض وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة، تجنب عداء أنقرة. في حين تسعى مصر، التي تحاول استعادة ريادتها في الدول العربية، التقرب من إيران دون المساس بتحالفها مع المملكة العربية السعودية.
في ظل هذه الظروف يمكن أن تصبح مصر محوراً مركزياً في المنطقة، قادراً على تقويض علاقاته مع تركيا. وتجدر الإشارة إلى أن المصالحة بين إيران والمملكة العربية السعودية  من المرجح  أن تخلق العديد من المفاجآت في الشرق الأوسط، فضلاً عن أن التحالف بين تركيا وروسيا سوف يستمر في إبعاد إيران عن روسيا، في حين ستزداد الهوة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة؛ ممَّا قد يجعلها تنسحب نهائياً من المنطقة.
علاوة على ذلك تعاني إيران من العداء الذي يكنه لها الرئيس ترامب، والذي من المحتمل أنه سوف يتخذ تدابير معادية لها في القريب العاجل. نتيجة لذلك يمكن أن يطعن ترامب في الاتفاق النووي الإيراني، علماً أن الرئيس روحاني وقّع هذا الاتفاق للحصول على امتيازات اقتصادية مع الغرب. ولكن إذا قام ترامب بتقويض هذا الاتفاق، فإن ذلك قد يكون لمصلحة معسكر المحافظين في إيران، ولكن استُبعدت هذه الفرضية، خاصة بعد فوز روحاني في انتخابات سنة 2017.
خلال شهر يناير/كانون الثاني من سنة 2017، صرّح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في دافوس، أن المملكة العربية السعودية وإيران يجب أن تعملا معاً لوضع حدٍ للصراعات السورية واليمنية. وقد تعاونت الدولتان بالفعل بنجاح للحدّ من التوتر السياسي في لبنان. في المقابل، من المحتمل أن لا تكون هذه المصالحة على هوى الحوثيين الذين يسعون  لتحقيق النصر التام على المملكة العربية السعودية، وليس لإيجاد حلٍّ وسط معها.
الكاتب: ما تيي صعب
الصحيفة:  لو كلي دو مويان أوريون
========================
الكونفيدينسيال: خطة إدارة الرقة بعد معركتها تثير المخاوف
http://arabi21.com/story/1011523/الكونفيدينسيال-خطة-إدارة-الرقة-بعد-معركتها-تثير-المخاوف
نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن مرحلة ما بعد طرد تنظيم الدولة من الرقة السورية، مشيرة إلى أن هيمنة الأكراد على المنطقة من شأنها أن تؤدي إلى صراع آخر.
 ونقلت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، عن معارض سوري عربي، يدعى خالد، وهو اسم وهمي اختاره الشاب لأسباب أمنية، أنه التقى في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في إسطنبول مع مسؤولين أمريكيين من وزارة الخارجية، ممثلا للمجتمع المدني لمدينة الرقة السورية.
وأوردت الصحيفة أن هذا الاجتماع كان يهدف إلى رسم ملامح السيناريوهات المحتملة بعد معركة الرقة.
وفي هذا الإطار، بين خالد أن شباب الرقة لا يرغبون في استقرار المليشيات الكردية السورية في المدينة، مشيرا إلى رغبتهم في تلقي الدعم من طرف قوات درع الفرات (المدعومة تركيا)؛ لمساعدتهم على طرد عناصر تنظيم الدولة من المنطقة.
وبينت الصحيفة أنه منذ سنة 2014، تقدم واشنطن الدعم للمليشيات الكردية لمحاربة تنظيم الدولة في شمال سوريا. لكن، لاحقا، أصبحت الوحدات الكردية تعمل تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية.
وخلال الاجتماع، أكد خالد على مخاطر منح الأسلحة إلى الأقلية، التي لا تشكل سوى 5 في المئة من سكان الرقة؛ إذ إن ذلك من شأنه أن يطلق العنان لمزيد من الصراعات في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن خبراء يعتقدون أن النموذج الاستبدادي للأكراد في المناطق ذات الأغلبية العربية، مثل الرقة، من شأنه أن يعجل بعودة الجماعات المتطرفة إلى المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن الأزمة الإنسانية، التي برزت بعد هزيمة تنظيم الدولة في مناطق أخرى في سوريا، تشكل بدورها مسألة رئيسية بشأن الهجوم على الرقة. في المقابل، أعلن التحالف الدولي عن عدم تحمله لأي مسؤولية في هذا الشأن. وقال المتحدث باسم التحالف، الكولونيل ريان ديلون، إن "التنمية الوطنية ليست من مهامنا".
 وحتى اللحظة، لم يتم وضع أي خطة للإدارة المدنية في الرقة. وبالتالي، فإن العديد من التساؤلات المطروحة حول: من سيتولى السلطة في مدينة تضم حوالي 300 ألف نسمة، ومن الذي سيتكفل بتوفير الخدمات البلدية، وما هي طبيعة القوات التي ستكون مسؤولة عن الأمن والنظام في المنطقة، ومن هو الطرف الذي سيتكفل بتمويل إعادة بناء الرقة.
وأوضحت الصحيفة أنه في نيسان/ أبريل الماضي، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن تشكيل المجلس المدني للرقة، ومقره سيكون في مدينة تل أبيض. وسيشكل المجلس السكان القاطنون بالرقة، من العرب والأكراد والتركمان، جنبا إلى جنب وجهاء القبائل هناك.
وفي هذا الصدد، قال خالد إن "قيادات وحدات حماية الشعب (الكردية) يتمتعون بالسلطة الحقيقية في المنطقة، وإن اختيار القيادات غير متوازن مطلقا".
وذكرت الصحيفة أن مخاوف سكان الرقة تكمن في إدراج المنطقة ضمن منطقة الإدارة الكردية، التي تسيطر عليها الوحدات الكردية في شمال سوريا، وذلك بفضل الدعم الجوي البري من الولايات المتحدة.
وفي هذا الإطار، قال صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي تتبع له الوحدات الكردية، إنه "إذا أصبحت الرقة كانتونا كرديا جديدا، فإن تقاسم السلطات مع العرب سوف يكون أمرا مستبعدا دون أي شك".
 وأضافت الصحيفة أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت منذ العام الماضي على مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، لكن الجهود المبذولة لإدراج العرب في النموذج الإداري للمنطقة لم تكن سوى حبر على ورق. وبناء على ذلك، قال محلل سياسي سوري إن "الشخصيات العربية التي ترغب في المشاركة في الإدارة الذاتية في المنطقة لن تتسلم سوى وظائف، دون سلطة حقيقية، مؤكدا أن القرار الأخير يعتمد على مسؤولي الوحدات الكردية المدربة على يد حزب العمال الكردستاني في منطقة جبل قنديل".
 وبينت الصحيفة أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شرع في تدريب الوحدات الأمنية؛ تأهبا لمواجهة عودة عناصر تنظيم الدولة إلى المنطقة، وضمان الأمن الداخلي في المنطقة.
وأشارت إلى أن احتمال سيطرة الوحدات الكردية على الرقة أثار قلق تركيا، في حين ذكر وزير الشؤون الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إثر لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في منتصف أيار/ مايو، أن واشنطن وعدتهم بأن تكون الرقة فقط تحت سيطرة العرب وليس الأكراد.
وتعتبر تركيا المليشيات الكردية في سوريا جزءا من الانفصاليين الأكراد في تركيا، التابعين لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه كل من تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضمن المنظمات الإرهابية.
 وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الاجتماعات الأمريكية التركية، كان الرئيس التركي يهدف إلى التأكد من أن السلاح لن ينتهي بأيدي حزب العمال الكردستاني. ومن ضمن هذه المطالب الدعوة إلى زيادة الجهود الأمريكية في العملية الاستخباراتية ضد حزب العمال الكردستاني على الحدود، والمطالبة بمراقبة الأسلحة التي يتم إرسالها إلى الوحدات الكردية، فضلا عن العمل على انسحاب حزب العمال الكردستاني من مدينة سنجار في العراق.
ونوهت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الوعود المقدمة، فإن القلق سوف يظل يساور المسؤولين في شمال سوريا، خاصة بخصوص القوة التي ستتكفل بتسيير أمور المنطقة والصراع على السلطة، الذي لا مفر منه.
========================
التلغراف  :جحيم على بعد أمتار من "محرقة الجثث" في صيدنايا
http://baladi-news.com/ar/news/details/19947/جحيم_على_بعد_أمتار_من_محرقة_الجثث_في_صيدنايا
السبت 3 حزيران 2017
بلدي نيوز - (متابعات)
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" جانبا من معاناة المعتقلين بسجن صيدنايا السيئ السمعة التابع لنظام الأسد من واقع شهادة حية لأحد الناجين منه.
وروت عن (عمر الشوغر) 21 عاما -والذي ذهب إلى السويد ساعيا للجوء- أن رائحة حرق لحم زملائه من السجناء كانت من أقسى الذكريات التي لا تزال عالقة بذهنه بعد خروجه من السجن.
فيحكي عمر عن ليلة بعينها في أواخر كانون الأول أو بداية كانون الثاني عام 2014، لا يذكر الوقت تحديدا لصعوبة تمييز الأيام في زنزانته المظلمة القذرة، "كان هناك حريق كبير في ذاك اليوم، لكن الرائحة المنبعثة منه لم تكن كأي رائحة حريق معتادة، حيث أبلغنا حراس السجن أنه كان هناك عطل كهربائي، لكن لم تكن في معظم أجزاء السجن كهرباء، مما جعلنا نتشكك".
ويضيف عمر أن الرائحة كانت نفاذة، مثل اللحم البشري أو الشعر المحترق، وقال "كان هناك الكثير من الجثث كل أسبوع، وكانت من الكثرة بحيث يتم التخلص منها بشكل روتيني ومتكرر، ولهذا السبب أعتقد أنهم كانوا يرسلونها إلى محرقة".
وأشارت الصحيفة إلى أن قصص حرق الجثث كانت محل نظر لسنوات، إلى أن تأكدت صحتها الشهر الماضي حين نشرت وزارة الخارجية الأميركية أن النظام كان يحرق جثث آلاف السجناء في سجن صيدنايا الواقع خارج دمشق، في محاولة للتغطية على حجم القتلى وللتخلص من الأدلة التي يمكن أن تدينه بجرائم حرب.
وكان عمر قد قضى 3 سنوات في 10 سجون مختلفة، أحدهم صيدنايا، حيث كان يقبع في زنزانة مربعة لا تزيد مساحتها عن مترين مع 11 نزيلا.
ولم يكن بها نوافذ والظلام دامس باستثناء بعض الشموع لإضاءة الممرات بين الزنازين، وكان لا يسمح لهم أبدا بمخاطبة الحراس مباشرة أو النظر في أعينهم.
ومن مظاهر المعاناة التي لقيها مع زملائه أنهم ذات مرة منع عنهم الماء والطعام 10 أيام حتى بلغ بهم اليأس مبلغه وبدأوا يشربون بولهم، وعندما أفرج عنه كان قد فقد الكثير من وزنه وشعره، ويؤكد أنه كان أحسن حظا من غيره الذين كانوا يموتون من الجوع أو التعذيب الشديد أو المرض.
========================
الصحافة الروسية والعبرية :
هآرتس: "موشيه ديان" رفض مهاجمة سوريا بحرب 67 بسبب "مصر"..
http://www.elbalad.news/2791746
السبت 03/يونيو/2017 - 03:11 م
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقرير من "أرشيف الدولة العبرية" عن جلسات لجنة الخارجية والأمن خلال الحرب عام 1967، وجاء فيها أن وزير الأمن حينها، موشيه ديان، غير رأيه في اليوم الخامس بحرب 1967، الموافق 9 يونيو 1967، وأصدر تعليمات بمهاجمة الجبهة السورية، بعد أن تبين أن القوات السورية قد أخلت مواقعها في الجولان.
وكان ديان قد صرح في مساء الثامن من الشهر نفسه في جلسة، بأنه من غير الممكن فتح جبهة مع السوريين وقال "لقد بدأنا الحرب ضد مصر وفي الطريق أخذنا الضفة الغربية، ولا أعتقد أنه يمكن حاليا فتح معركة مع سوريا وإذا كان هذا هو السؤال، فأنا أصوت ضد إذا دخلنا سوريا من أجل تغيير الحدود من أجل التخفيف على المرافق الاقتصادية، لأن السورييين يطلقون النار علينا، فإنني أعترض".
وأصر ديان على موقفه في تلك الجلسة، مقابل الذين يريدون مهاجمة سوريا، وضمنهم الوزراء ورئيس الحكومة وممثلي بلدات الشمال الذين قدموا لعرض ادعاءاتهم أمام الوزراء، بمصادقة خاصة من رئيس الحكومة ولكن ديان عدل عن رأيه بعد ساعات معدودة، وشن الجيش الإسرائيلي الهجوم على هضبة الجولان.
وبين تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" أنه تم إخفاء السطور، باللون الأسود، في محضر لجنة الخارجية والأمن من اليوم نفسه، والتي شرح فيها ديان أسباب تغيير موقفه.
ونقلت الصحيفة عن جنرال الاحتياط، داني آشر، الذي عمل خلال الحرب كمحلل للصور الجوية، قوله في محاضرة قدمها مؤخرا في مؤتمر "دراسات الجليل" في الكلية الأكاديمية "تل حاي" إنه يعتقد أن ديان عدل عن رأيه بسبب الصور الجوية التي قام بتحليلها في اليوم الرابع للحرب، في الثامن من يونيو 67، بمساعدة صديق له يدعى عزريا برجربست.
========================
إيزفيستيا: موسكو بدأت التفكير في إعادة إعمار سوريا بعد الحرب
http://www.raialyoum.com/?p=685892
تطرقت صحيفة “إيزفيستيا”، في موضوع كتبه أندريه أونتيكوف، إلى مسألة إنعاش الاقتصاد السوري ومشكلة النازحين بعد انتهاء الحرب، واللتين يفترض أن تناقَشا في إطار مسار جنيف.
كتب أونتيكوف:
تعتقد موسكو أن الوقت قد حان لمناقشة مسألتي إعادة إعمار سوريا وعودة ملايين النازحين إلى ديارهم، وترى أن جنيف قد تكون أفضل ساحة لذلك. هذا ما صرح به للصحيفة مصدر في الدوائر الدبلوماسية الروسية، والذي أضاف أن دمشق تفكر في هذه المسألة أيضا.
هذا، وستبدأ في جنيف، إضافة إلى مسائل تسوية الأزمة السورية، مناقشة نقطتين مهمتين: الإنعاش الاجتماعي–الاقتصادي، ومسألة عودة النازحين إلى ديارهم.
ويقول المصدر بهذا الشأن: “لقد آن الأوان لمناقشة هاتين النقطتين في إطار مفاوضات جنيف إلى جانب المشكلات المتعلقة بمحاربة الإرهاب وتشكيل حكومة انتقالية وصياغة الدستور الجديد وإجراء الانتخابات.
ويذكر أن آخر المعطيات المنشورة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تفيد بأن سوريا تكبدت نتيجة النزاع 259 مليار دولار (تقرير لجنة الأمم المتحدة لغرب آسيا)، في حين أن خبراء الاقتصاد يقدرون الخسائر بنحو 300 مليار دولار.
يقول كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق بوريس دولغوف، في حديث إلى الصحيفة، إن مسألة إعادة إعمار سوريا مدرجة في جدول العمل داخل سوريا منذ زمن بعيد. لأنها تأتي في المرتبة الثانية من ناحية الأهمية بعد مسألة وقف إطلاق النار. لذلك يجب على جميع الهيئات والمنظمات الدولية والبلدان، وفي مقدمتهم تلك التي تساهم بهذا الشكل او ذاك بتسوية الأزمة السورية.
وهذا يفتح مجالا واسعا أمام رجال الأعمال الروس، وخاصة أن السلطات السورية أعلنت مرارا أنها ستمنحهم الأولوية. كما أن لدى دمشق خططا لإعادة بناء الاقتصاد، حيث يجري حاليا تنفيذ بعض منها في حلب مثلا. وطبعا ستتاح الفرصة للدول والمنظمات الدولية، التي يقلقها مصير النازحين، لتقديم المساعدات اللازمة إليهم. ولكن لم تظهر أي مبادرات من جانبهم حتى الآن.
كما أن إلغاء واشنطن وبروكسل وبعض دول المنطقة العقوبات المفروضة على سوريا هو أمر مهم. وقد سبق أن اعلنت روسيا مرارا أن هذه العقوبات تضر بالناس البسطاء فقط.
بيد أن مشكلة اللاجئين هي الأخرى ليست بسيطة. فبحسب معطيات مكتب المفوض السامي لشؤون اللاجئين، بلغ العدد الرسمي المسجل، للذين غادروا سوريا حتى مارس/آذار الماضي، أكثر من خمسة ملايين شخص. كما أن هناك نازحين داخل سوريا غادروا ديارهم هربا من الحرب، وتوجهوا إلى مناطق أكثر أمنا، ويقدر عددهم بـ 824 ألف شخص.
ويقول المحلل السياسي السوري طالب زيفا إن عودة اللاجئين إلى الوطن هو الخيار الأمثل والوحيد. ويضيف أن بين اللاجئين يوجد بالطبع إرهابيون وممثلون للمعارضة المسلحة. لذلك لن يسمح للإرهابيين بالعودة إلى سوريا ويجب محاكمتهم. أما المعارضون فيمكنهم الاستفادة من مرسوم الرئيس الخاص بالعفو والعودة إلى حياتهم الطبيعية. (روسيا اليوم)
========================
الصحافة الامريكية :
"واشنطن بوست": "داعش" يُدرب أطفالًا في سن السادسة على الرماية
https://www.albawabhnews.com/2555231
ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه خلال العامين الماضيين منذ تأسيس الخلافة المزعومة في العراق وسوريا، عاش ما يقدر بستة ملايين من الأشخاص تحت حكم تنظيم داعش وما يقرب من 2 مليون نسمة منهم دون سن الـ 15 سنة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن تلك العقول الصغيرة الحساسة من الأطفال تتعرض ليس فقط لويلات الحرب، بل أيضا لأفعال لا تعد ولا تحصى من القسوة الشديدة، من الجلد العلني وبتر الأطراف وصولا إلى الإعدام، إضافة إلى الصلب وقطع الرءوس التي أسهمت في الشهرة العالمية لتنظيم داعش.
وتابعت: بعض الأطفال انتهى بهم المطاف في مدارس داعش ومعسكرات التدريب وهم في سن السادسة، حيث قام المتطرفون بإجبارهم بالقوة على اتباع نظام غذائي لأيديولوجية داعش وأشرطة الفيديو المروعة. وفي عزلة عن أسرهم، يتم تعليم الأطفال إطلاق النار من البنادق ورمي قنابل يدوية، ويتم شجيعهم أيضا على التطوع لتنفيذ عمليات انتحارية. وقال العديد من الأطفال: إنه تم إجبارهم على المشاهدة، والمشاركة في إعدام السجناء.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" أن عمال الإغاثة الذين يتعاملون بانتظام مع هؤلاء الأطفال قالوا: إن الأطفال يعانون من جروح نفسية عميقة والتي قد تكون من بين الموروثات الأكثر ديمومة لداعش، الأمر الذي يمهد الطريق لدورات جديدة من العنف والتطرف لسنوات عديدة حتى بعد القضاء على داعش.
========================
كريستيان ساينس مونيتور :كيف أخفت التحيزات الثقافية دور المرأة الحقيقي في داعش؟
http://altagreer.com/كيف-أخفت-التحيزات-الثقافية-دور-المرأة/
كريستيان ساينس مونيتور – التقرير
هناك أمر واحد دفع خريجة الجامعة إمنا للتخلي عن حياتها في الطبقة المتوسطة بتونس، وحمل ما يسمى براية تنظيم الدولة في ليبيا المجاورة التي مزقتها الحرب.
قالت إنها لم تتأثر ببعض الجهاديين اللبقين، كما تقول إنها لا تهرب من وطن محطم، ولا حياة مضطربة أو فقر، ولا أي من الأسس المنطقية الأخرى التي تتوفر لشرح مشاركة المرأة في الحملة الجهادية الوحشية لتنظيم داعش، حيث القصص التي لا حصر لها من قطع الرؤوس والمذابح والاستغلال الجنسي.
انضمت لسبب واحد بسيط.
تقول إمنا: “أردت أن أدافع عن المسلمين السنة”، وذلك باستخدام اسمها المستعار، عبر سكايب من تونس.
لكن على عكس ما يقدر بنحو 200 من المجندين الذكور في داعش، والذين عادوا إلى تونس من ساحات القتال الخارجية، لم تواجه الشابة البالغة من العمر 24 عامًا السجن.
على مدار ما يقرب من ثلاث سنوات، هُمش دور المرأة في تنظيم الدولة أو ابتذاله من قِبل الصحافة والجمهور.
في وسائل الإعلام الغربية والعربية، كثيرًا ما تُصور النساء على أنهن “ضحايا” للرجال، وتعرضن “لغسل دماغ” من قِبل الرجال ذوي السلطة عليهن. هناك مزيد من المزاعم الفاضحة، وخاصة في الصحافة العربية، تتمثل في أن العديد من النساء ينضممن إلى داعش للزواج والعلاقات الجنسية مع المقاتلين، فيما يسمى بجهاد النكاح، أو الجهاد الجنسي.
لكن الخبراء يقولون إن السبب الحقيقي وراء ولاء المرأة لتنظيم الدولة هو أبسط بكثير وأكثر قتامة، وهو أنهن يؤمن حقًا بقضية التنظيم.
يحذر هؤلاء الخبراء من أنه إن لم تتغلب الدول في الغرب والعالم العربي على التحيز الثقافي، الذي كثيرًا ما يعفو عن المرأة ويتجاهل حقوقها السياسية، فالانحياز الذي يشنه تنظيم الدولة، والذي يعتمد بشكل متزايد على النساء، وربما يستغلهن عمدًا، قد يجعلهن يواجهن قريبًا تهديدات أمنية وشيكة.
استعداد المقاتلين
لا توجد أرقام دقيقة لعدد النساء اللاتي انضممن إلى تنظيم الدولة. تشير تقديرات مختلفة إلى انضمام حوالي 10% من المجندين الغربيين من النساء، بينما انضم الآلاف إلى المجموعة من الدول العربية، مثل السعودية، تونس، الأردن، سوريا والعراق.
في حين أن المنافس الجهادي للمجموعة هو تنظيم القاعدة، والذي أدى فرع منه إلى صعود تنظيم الدولة داعش، فغالبًا ما قاموا بتنحية النساء لتنشئة “الجيل القادم” من الأطفال الجهاديين، إلا أن داعش وضع النساء في الجبهة والمركز، وقاموا بالاعتماد عليهن للدعاية والأمور اللوجستية والتجنيد في الشرطة، بل والقيام بهجمات.
يقول حسن أبو هنية، الخبير الأردني في الحركات الجهادية: “نشهد تحولًا فيما يتعلق بالنساء الجهاديات، من العمل كمصدر دعم ليصبحن أنفسهن مقاتلات نشطات”.
لم يكن لأي منهن دور أكبر من لواء الخنساء، وهي القوة التابعة للشرطة النسائية التي تفرض قوانين داعش ومراسيمها في سوريا والعراق، والتي اتُهمت بالتعذيب والاختفاء القسري للنساء.
لكن النساء يشاركن في أكثر من مجرد العمل بالشرطة.
هناك اعتقاد بأن داعش أرسل أول امرأة انتحارية له خلال المعركة ضد القوات الكردية للسيطرة على مدينة كوباني في شمال سوريا أواخر عام 2014. منذ ذلك الحين، قام التنظيم بإرسال النساء كمهاجمات انتحاريات في ليبيا وتركيا، في حين أن هناك إناث اشتبه في أنهن انتحاريات تم القبض عليهن في فرنسا والمغرب وإندونيسيا، خلال العام الماضي.
أثبتت المرأة أنها تلعب أدوارًا رئيسية في التخطيط لهجمات التنظيم في باريس والأردن وتركيا.
المواقف الثقافية
رغم ذلك، تواجه الأجهزة الأمنية العديد من العوائق اللوجستية والثقافية في رصد النساء كعضوات محتملات في تنظيم الدولة داعش، وتتبعهن والتحقيق بشأنهن.
يتمثل العائق الأول في أن المرأة في المجتمعات الإسلامية المحافظة غالبًا ما تكون محمية، والاختلاط مع الغرباء من الذكور، حتى رجال الشرطة أو وكلاء الأمن، دون وجود قريب من الذكور، يعتبر من المحرمات، وحتى أنه أمر مخزي.
يقول خبراء أمنيون إن تنظيم داعش يستغل هذه الحساسيات، ويعتمد بشكل متزايد على النساء؛ بسبب صعوبة تتبعهن لموقفهن الثقافي ومفاهيمهن التقليدية عن “شرف” العائلة، فيكون من الصعب بشكل أكثر ملاحقتهن.
قال مصدر أمني أردني “لا نستطيع أن نتوجه فقط إلى الباب ونرفع الحجاب عن كل امرأة أو نراقب جميع المدارس والمقاهي النسائية”. أضاف: “ذلك سيتسبب في إثارة أعمال شغب. يجب على المجتمع أن يلعب دورًا كبيرًا في هذا؛ لأنه بإمكانهن الذهاب حيث لا يمكننا أحيانًا”.
تقول مصادر أمنية أخرى إنه في المجتمعات الأكثر تحفظًا مثل المملكة العربية السعودية، حيث يجب على المرأة الحصول على إذن من الأوصياء الذكور للسفر، يشار إلى أنه إذا انضمت امرأة إلى جماعة متطرفة فهذا يعبر عن “انتقاد للأسرة”، وبالتالي ترفض بشدة.
قال مسؤول في وزارة الداخلية السعودية – طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع -: “نعامل أعضاء داعش من النساء بنفس درجة خطورة الرجال، لكن علينا أن نكون حذرين في التعامل مع بعض الحساسيات المعينة”.
لماذا يقاتلن؟
يقول الخبراء إن الدول، العربية منها والغربية، بحاجة إلى تغيير مواقفها تجاه المقاتلات من النساء، بعيدًا عن التضحية بهن، حيث يتم تجاهل وإنكار المظالم السياسية الحقيقية، التي تدفع النساء للانضمام إلى الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة.
تقول نيمي جوريناثان، الأستاذة في مدرسة كولين باول للقيادة المدنية والقيادة العالمية في نيويورك وخبيرة في شؤون النساء بالجماعات المسلحة: “من الصعب جدًا قبول فكرة أن تكون النساء عنيفة في هذه المجتمعات، وحتى في المجتمعات الغربية”.
تقول البروفسور جوريناثان إنه “يتم النظر إلى النساء اللواتي ينضممن إلى الجماعات المسلحة على أنهن نساء معتلات اجتماعيًا”. تضيف: “يعزز المجتمع فكرة أننا يمكن أن نعيد لها إنسانيتها مرة أخرى بتذكيرها أنها امرأة، وتشجيعها على بدء تكوين أسرة”.
العديد من النساء اللواتي تمت مقابلتهن عن بعد من قِبل “مونيتور” من خلال تطبيقات المراسلة وأطراف ثالثة، يقولن إن لديهن أسباب مماثلة للانضمام إلى تنظيم داعش؛ للدفاع عن المسلمين السنة من النظام السوري، ومحاربة إيران والغرب، وللعيش تحت رعاية ما يسميه تنظيم داعش بأحكام الشريعة.
قالت الكثيرات إنه تم دفعهن من خلال أزمات حقيقية في المنطقة، مثل الحرب في سوريا، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والنفوذ المتزايد لإيران، والتي تفاقمت جميعها بسبب عدم قدرتها على أن يكون لهم صوت سياسي في الداخل.
بدلًا من توظيفهن، سعين إلى داعش كمتحولات أيديولوجيات حقيقيات.
الحديث عن النساء بوصفهن “ضحايا” بدلًا من كونهن فاعلين هو دور يحظى بالمناصرة والدفع من قبل أسر النساء اللواتي انضممن إلى داعش، ويضغطون من أجل عودتهن والعفو عنهن من قبل الدولة.
يقول محمد إقبال، من جمعية إنقاذ التونسيين العالقين بالخارج، وهي مجموعة مناصرة لأسر الرجال والنساء الذين غادروا للانضمام إلى الجماعات الجهادية: “نرى هؤلاء الشبان والشابات ضحايا، وهم مخدوعون ومغرر بهم”.
وفقًا لبعض الخبراء، فرغم ذلك، اتخذت الدول والمنظمات غير الحكومية “نهجًا خاطئًا” لإعادة دمجهن في المجتمع، نتيجة للمفاهيم الخاطئة حول سبب انضمام النساء إلى الجماعات المسلحة مثل تنظيم الدولة داعش.
تترك العديد من الدول العربية الأمر للمجتمعات المحلية؛ لإعادة إدماج النساء المنضمين للتنظيم. بينما تقدم المنظمات غير الحكومية الدولية، التي تنفذ برامج (نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج) وتقديم ماكينات الخياطة والمشاريع المنزلية المدرة للدخل، مما يعزز من “الهوية الأنثوية”.
تقول جوريناثان: ” بالنسبة للنساء، فالحال كما لو أننا سنأخذهن من عام 2017 ونعيدهن إلى الخمسينيات، حيث إن هذا من شأنه أن يوفر حلًا لأمازتهن السياسية الكامنة بداخلهن”.
========================
فورين بوليسي: في حال أراد ترامب حرباً في الشرق الأوسط ستكون إيران له بالمرصاد
http://idraksy.net/if-trump-wants-a-fight-in-the-middle-east-iran-will-give-him-one/
أظهرت الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للشرق الأوسط، أن الشيء الوحيد الذي يوحد الولايات المتحدة وإسرائيل والعديد من دول العالم العربي هو معارضتها جميعاً لأنشطة إيران الإقليمية. وبينما تعترف إدارة أوباما بأن الإكراه وحده لن يجدي نفعاً في تغيير سلوك إيران؛ ممَّا يعني أنها كانت تفضل مبدأ الثواب والعقاب، تميل إدارة ترامب إلى البحث عن طرق أكثر صرامة لتضييق الخناق على طهران.
وفي الحقيقة المنطق الأساسي لهذا النهج واضح وجلي، والهدف منه الضغط على إيران من خلال دفعها نحو العزلة الإقليمية، وفرض مزيد من العقوبات عليها، ومواجهة الجماعات التي تدعمها في كل من سوريا واليمن؛ ممَّا يجبر الجمهورية الإسلامية على الانسحاب أو التخلي عن طموحاتها الإقليمية. ولكن هناك مشكل واحد متمثل في أن إيران لن تتراجع مهما حدث ومهما كلفها الأمر.
بالنسبة لإيران يعد عملاؤها الإقليميون، خاصة في العراق وسوريا واليمن، المفتاح الرئيسي لتحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في إنهاء الدور العسكري الأمريكي في الخليج العربي، والتنافس مع جيرانها العرب على السيادة الإقليمية. وبدلاً من التراجع عن التهديدات ستواصل طهران استخدام عملائها لزيادة نفوذها على حساب الولايات المتحدة وحلفائها أينما استطاعت.
والجدير بالذكر أن جولة ترامب في الشرق الأوسط جاءت في أعقاب إعادة انتخاب الرئيس الإيراني الإصلاحي، حسن روحاني، الذي وُضع الآن في موقف صعب. فخلال حملته الانتخابية كان روحاني يأمل أن يتمكن من التوصل إلى حل توفيقي مع الغرب، على افتراض أنه يريد التخفيف من حدة التوتر مع جيرانه وخصومه. لكن هذا الأمر يعني أنه سيتعيّن عليه تغيير السلوك الإقليمي لطهران بطريقة أو بأخرى، لكن من غير المحتمل أن يحدث ذلك لأن حكومة روحاني لا تتمتع بسلطة اتخاذ القرارات الاستراتيجية في السياسة الخارجية.
في الواقع هذه السلطة بيد المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي أقر منذ فترة طويلة بالخطة الاستراتيجية للحرس الثوري الإيراني، أقوى مؤسسة عسكرية إيرانية. ونتيجة لسيطرة الحرس الثوري الإيراني، نأت طهران بنفسها عن باقي المنطقة أكثر من أي وقت مضى، منذ الحرب الإيرانية العراقية التي اندلعت في الثمانينات. ويرغب المرشد الأعلى الإيراني والحرس الثوري في خروج الولايات المتحدة الكامل من المنطقة، غير أن جيران إيران يرون أن الولايات المتحدة هي البلد الوحيد القادر على الحد من نفوذ الجمهورية الإسلامية.
عموماً أدت هذه الرؤى المتضاربة إلى تأجيج الصراعات في سوريا واليمن، حيث دعمت إيران وخصومها أطرافاً مختلفة، ولكنها تسعى إلى تحقيق نتائج عكسية. في الحقيقة يعتبر الحرس الثوري تلك الحروب، بما في ذلك الحرب في العراق، نتيجة أعمال عصابة الولايات المتحدة (التي تضم إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا والأردن والدولة الإسلامية والمتطرفين السنة الآخرين) الذين يهدفون إلى تدمير الجمهورية الإسلامية وحلفائها الأوفياء (لا سيما حزب الله اللبناني، ونظام بشار الأسد، والحوثيين في اليمن، والحكومة الشيعية في العراق).
من وجهة نظر جيران إيران، يعتبر عملاء طهران المتشددين الناشطين في المنطقة أكثر أسلحة الحرس الثوري الإيراني فتكاً وخطورة، خاصة أنهم في السنوات الأخيرة قد أصبحوا أكثر فاعلية. فقبل احتلال الولايات المتحدة للعراق، ركز برنامج عملاء الحرس الثوري الإيراني على تزويد إيران برادع استراتيجي موثوق به.
وتجدر الإشارة إلى أن عملية تحصين إيران كانت أساساً من خلال رعاية مجموعات مثل حزب الله، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، الذي يمكن أن يستهدف إسرائيل بضربات صاروخية أو هجمات إرهابية. ولكن بعد الإطاحة بصدام حسين قامت فرقة القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري، المعروفة باسم فيلق القدس، بتطوير عملاء مسلحين عراقيين يمكن استخدامهم لأهداف أكثر عدوانية.
وتحت إشراف قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، أصبح هؤلاء العملاء العسكريون حجر الزاوية في الجهود الإيرانية لتحويل العراق من عدو سابق إلى جار صديق. وفي الآونة الأخيرة قام الحرس الثوري بنشر عملائه بشكل كبير؛ أولاً في الحرب الأهلية السورية، حيث يُحكم سيطرته على القوات الموجودة هناك أكثر من الحكومة السورية، وثانياً في الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق. كما أقام علاقات وثيقة مع الحوثيين في اليمن، ودعم محاولات تلك المجموعة لتأمين السيطرة على الدولة اليمنية.
في كل بلد من تلك البلدان نما النفوذ السياسي الإيراني بالتوافق مع نفوذه العسكري. ومن خلال هذه الجهود أقام الحرس الثوري الإيراني تحالفاً عسكرياً عابراً للحدود، مؤيداً لإيران التي أثبتت قدراتها في الحرب التي تشمل المبادئ الأيديولوجية للنظام الثيوقراطي الإيراني. وقد كانت تغذية حلفائها بمثل هذا التفكير المتشدد الهدف الأساسي للحرس الثوري الإيراني منذ نشأته. وبعد مرور ما يربو على أربعة عقود بدأ الجيش الإيراني في تحقيق مآربه وطموحاته.
ونتيجة لكل ذلك يبدو جلياً أن أنشطة إيران خارج الحدود الإقليمية ليست مسألة هينة، وإذا افترضنا أن روحاني لديه أولويات دبلوماسية ويعارض ذلك فسيتحتم عليه تقبلها ولو على مضض. في المقابل يظل من غير الواضح إن كان نهج روحاني تجاه الشرق الأوسط يختلف كثيراً عن الحرس الثوري الإسلامي. كما يقال إن الحرس الثوري الإيراني اعترض على إعادة انتخاب روحاني جزئياً؛ لأنه عمل على كبح جماحه في اليمن خلال مفاوضات الاتفاق النووي. ولكن تقف الحكومة المسيرة لهذا الجيش وراء الأعمال الإيرانية العلنية في المنطقة، وتنكر جميع عملياته السرية.
 علاوة على ذلك، سيكون من شبه المستحيل إقناع روحاني للمرشد الأعلى بالتخلي عن دعم برنامج الحرس الثوري. وللقيام بذلك سيتحتم عليه تقديم حجج مقنعة تؤكد أن أنشطة الحرس الثوري الإيراني لم تعد تخدم مصالح النظام أو معادية له.
 في الواقع يمكن لأي مُطلعٍ على الشأن الإيراني أن يدرك أن أنشطة الحرس الثوري الإيراني كان لها تأثير سلبي على اقتصاد إيران وعلى مكانتها الدولية، فضلاً عن مساهمته في زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ولكن من وجهة نظر خامنئي المعادية للولايات المتحدة، فإن جهود الحرس الثوري الإيراني تعزز المهمة الأساسية للجمهورية الإسلامية. وقد أصبحت مجموعة من العملاء تشكل امتداداً للقوة العسكرية الإيرانية، وهو ما يمكن أن يصعب في مأمورية روحاني أمام كل من خامنئي والحرس الثوري الإيراني.
في معركة السيطرة على الشرق الأوسط، كان عملاء الحرس الثوري الأطراف الفاعلة. وفي حين ضخ جيران إيران مليارات الدولارات لشراء الأسلحة التقليدية، استثمرت إيران في قوات وكلائها الرخيصة نسبياً، التي أثبتت فعاليتها في العديد من المسارح. من بين إنجازاتها أنها حالت دون تحول العراق إلى دمية في يد الولايات المتحدة، وأنقذت سوريا من الوقوع تحت سيطرة الأمريكيين والمتطرفين السنيين المدعومين من السعودية. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت في تشتيت موارد وانتباه السعودية والإمارات بعيداً عن سوريا بإشعال الحرب في اليمن.
ما لا يعلمه خصوم إيران أن العملاء الأجانب قد مكّنوها من الحفاظ على خصومها في مرماها، لكن ذلك جعلها تواجه خطر التصعيد مع خصومها الإقليميين والولايات المتحدة. حتى الآن ظل الصراع خارج حدود طهران، لكن سوء التقدير يمكن أن ينجم عنه نشوب حرب داخل الأراضي الإيرانية.
في الوقت الراهن، يعد العراق نقطة الخلاف الرئيسية بين كل من طهران وواشنطن. ففي حين تدعم الولايات المتحدة الحكومة العراقية، تستمر الجماعات المدعومة من قبل إيران في التهديد باستهداف القوات الأمريكية. وفي حال تدخلت الولايات المتحدة بشكل أكبر ضد الأسد في سوريا أو الحوثيين في اليمن، فإن هذه الجماعات قد تعطي الضوء الأخضر لطهران لتجديد مثل هذه الهجمات. وبهذه الطريقة يمكن أن يخرج الصراع عن نطاق السيطرة.
في خضم احتدام المنافسة بين القوى الإقليمية، ترغب إيران في الدخول في معركة مع الولايات المتحدة، ويمكن للحرس الثوري الإيراني أن يتعامل مع الخصوم من خلال قوات الوكالة، بيد أنه إذا دخلت في حرب مباشرة مع الجيش الأمريكي فإن فرصها في الفوز ستكون ضئيلة. وفي حال خرجت الأوضاع عن السيطرة في العراق سيكون التصعيد العسكري هو النتيجة الحتمية لضراوة المواجهات.
في الحقيقة تعد قدرة إيران على التأثير في مجريات الأحداث خارج حدودها العامل الرئيسي لانعزالها، وأحد الركائز الحيوية لاستراتيجيتها الخارجية. إن حل هذه المفارقة يتطلب نقلة نوعية في الأجندة السياسية والأيديولوجية الشاملة للجمهورية الإسلامية. ولكن ما دامت العداوة الأمريكية هي المبدأ السائد في تطلعات النظام الإيراني، وما دامت هذه التطلعات تتعمق من خلال المغامرات العسكرية الخارجية، فإن الإيرانيين لن ينعموا بالسلام والاستقرار اللذين يستحقونهما.
الكاتب: أفشون أوستوفار
الصحيفة: فورين بوليسي
========================
مجلس العلاقات الخارجية :كيف ساهمت حرب الستة أيام في تشكيل الشرق الأوسط؟
http://altagreer.com/كيف-ساهمت-حرب-الستة-أيام-في-تشكيل-الشرق/
مجلس العلاقات الخارجية – التقرير
بعد أن طرد الرئيس المصري جمال عبد الناصر قوات حفظ السلام من سيناء وحشد الجيش المصري، في 18 مايو 1967، بدأت إسرائيل في الهجوم. هُزمت جيوش مصر والأردن وسوريا، وسيطرت إسرائيل على سيناء، قطاع غزة، شرق القدس، الضفة الغربية وهضبة الجولان.
أعطى هذا الانتصار للدولة الصغيرة “عمقًا استراتيجيًا”، اعتقد بعض مؤسسيها أنها ضرورية لحمايتها من الهجمات. تسببت الحدود الإسرائيلية المُعترف بها دولياً في وقوع عدد كبير من الشعوب العربية تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي.
أدت هزيمة العرب إلى تدمير حلم العروبة الناصري، وتركت الفلسطينيين للضغط من أجل إنشاء دولة لهم. في الوقت ذاته، استمرت المستوطنات اليهودية في الانتشار في الضفة الغربية. عاش الفلسطينيون هناك تحت الحكم العسكري الإسرائيلي المتواصل، بوساطة السلطة الفلسطينية، وهي هيئة مؤقتة للحكم الذاتي.
القوة الإسرائيلية والتكيف العربي على الوضع الجديد
أدى الانتصار الكبير لإسرائيل في 1967 إلى تقبل الدول العربية المهزومة لحقيقة أنهم لن يستطيعوا تحرير فلسطين بأكملها، ولن يحققوا أكثر من انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة خلال ستة ايام هي فترة الحرب.
سرعان ما ظهر تكيف الدول العربية على هذه الحقيقة. في سبتمبر 1967، وفي أول قمة في الجامعة العربية بعد الحرب، أعلنت الدول العربي بشكل رسمي أنه “لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، ولا تفاوض معها”. في تلك القمة، أكدت الدول أنها لا تسعى فقط لانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الحرب، لكن أيضًا أنهم يرغبون في تحقيق ذلك دون عنف، بل بالجهود الدبلوماسية على مستويات دولية.
عقب القمة، أخبر مدير المخابرات العسكرية الجنرال أهارون ياريف، الكنيست أن العرب قرروا السعي لحلول سياسية.
لكن إسرائيل لم تكن متحمسة لترك الأراضي التى احتلتها في 1967، بالتالي سارعت بالتنديد بقرار قمة الخرطوم، واعتبرته تعبيرًا عن العناد والتعنت. في الواقع، كانت هذه الخطوة هامة واستباقية لقبول إسرائيل رسميًا ضمن حدود 1967.
بعد شهرين، تبنى مجلس الأمن القرار 242، داعيًا للسلام في مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب. قَبِلت مصر التي كانت أقوى الدول العربية، وكذلك وافقت الأردن. بعد 15 عامًا، تجمع العرب في قمة 1982 في المغرب، وأيدوا هذه المبادىء بالنداء إلى انسحاب إسرائيل إلى حدودها قبل حرب 1967، في مقابل “السلام بين كل دول المنطقة”. يتشابه هذا العرض مع مبادرة السلام العربية، التي تبنتها جامعة الدول العربية في 2002.
بمجرد أن اعترف العرب بسيطرة إسرائيل على 78% من فلسطين الانتدابية، التي سيطرت عليها إسرائيل قبل حرب 1967. لم يكن لدى الفلسطينيين أي فرصة للحصول على أكثر من 22% المتبقية، وهي غزة والضفة الغربية؛ لأن استراتجيتها بالكامل اعتمدت على تشابك العرب في حرب لتحرير الأراضي، حيث كانوا أضعف من الاعتماد على أنفسهم. خلال العقدين التاليين للحرب، بدأت الحركة الوطنية الفلسطينية في الاعتراف بهذه الحقيقة.
مصر: من هزيمة يونيو إلى إصلاحات مارس
خلال 11 عامًا ما بين تأميم الرئيس المصري جمال عبد الناصر لقناة السويس في يوليو 1956، وحرب الستة أيام في 1967، اتضح أن عددًا من الأفكار الناصرية، مثل “مناهضة الاستعمار، القومية العربية، التشريعية والاشتراكية” كانت تعمل بكفاءة، حيث شهدت مصر نموًا اقتصاديًا، واُتيح للشعب فرص جديدة في التعليم والحراك الاجتماعي. حققت الدولة قدرًا من الهيبة والتأثير الدولي، ورغم ذلك، إلا أن ضربة إسرائيل القوية في يونيو كشفت مدى ضحالة التغييرات التي حدثت.
عندما استقال عبد الناصر في أعقاب النكسة، نزل عشرات الآلاف للشوارع؛ للمطالبة بالعدول عن استقالته، لكن هذا المشهد من الدعم الشعبي حجب حجم المعارضة المتزايد ضد الرئيس المصري ونظامه، حيث كانت هناك تظاهرات صغيرة ضد الرئيس المصري في 1966.
لكن في فبراير 1968، اشتعلت التظاهرات في الجامعات المصرية. كان السبب المباشر لهذه التظاهرات هي مجموعة من العبارات التي صدرت عن قادة الدفاع الجوي، لكن الطلاب عبروا عن قلقهم الواسع.
طالب الطلبة المصريون بإصلاحات سياسية، بما في ذلك وجود حكومة تمثل الشعب وحريات شخصية أكبر. في لحظة درامية، قدّم الطلاب مطالبهم لأنور السادات، الذي كان حينها رئيسًا للجمعية الوطنية. رغم تأكيد السادات لهم بأن مخاوفهم سيتم النظر فيها، إلا أن وعده لم يتحقق.
بعد ذلك، أصدر ناصر ما أطلق عليه برنامج 30 مارس، وأوضح أسباب الأداء العسكري الضعيف، بجانب إنجازات مصر في العشرة شهور التي احتلت فيهم إسرائيل سيناء. كما نادى بدستور جديد يضمن حرية التعبير والتفكير والصحافة والعقيدة.
شدد ناصر على الحاجة إلى الممارسات الديموقراطية؛ لإعادة تأهيل المجتمع المصري والتعبئة استعدادًا للمواجهات الحاسمة مع إسرائيل. سرعان ما نُسي الانفتاح السياسي الذي وعد به البرنامج.
كان لتعبئة المصريين للمشاركة في حرب الاستنزاف مع إسرائيل، عبر قناة السويس، وللتحضير لعبور القناة في أكتوبر 1973، دورًا في رسم الملامح السياسية للدولة الوطنية الأمنية التي بناها ناصر.
تنشيط الانتصار لدور الدين في السياسة الإسرائيلية
هيمن اليهود الأشكناز الاشتراكيون والعلمانيون على الحركة الصهيونية والدولة الإسرائيلية المُبكرة، وظهروا من أوروبا. اعتقد قادة حزب العمل، مثل ديفيد بن غوريون وشيمون بيريز، أن اليهود الأرثوذكس من الشتات الأوروبي، بجانب بعض اليهود من الدول العربية، سيختفون في الأرض الجديدة.
سيطر هؤلاء الرجال، ومعهم جولدا مائير، على السلطة حتى انتصار مناحم بيغن في 1977. منذ ذلك الوقت، لعبت الأحزاب الدينية دورًا رئيسيًا في السياسة الإسرائيلية.
يرتبط هذا التغيير في التوازن في السياسة الإسرائيلية إلى العوامل الديموغرافية والاجتماعية، حيث إن الأرثوذكس لديهم عدد أكبر من الأطفال. تمرد اليهود العرب ضد ما رأوه تمييزًا من النخبة الأشكناز، والذين تضاءلت هيبتهم بعد حرب 1973.
بالنسبة للعديد من المؤمنين في إسرائيل، كان الانتصار السريع وغير المتوقع في حرب 1967 دليلًا على أنه بعد قرون من النفي والهولوكوست،  حقق الله وعوده التي وعد بها في الكتاب المقدس، حيث كان أسلافهم يُصلون ثلاثة مرات يوميًا، وجاء دورهم لتكرار ذلك. لأول مرة خلال 2000 عام، سيطر الإسرائيليون على حائط البراق.
رغم وجودهم، إلا أنهم لا يمثلون كل الإسرائيليين، ولم يفوزوا بأي انتخابات وحدهم، ولم يهيمنوا على التحالف الذي يحكم إسرائيل.
كيف تم تطبيع المستوطنات؟
بعد 50 عامًا من قدوم اليهود الإسرائيليين للاستيطان في الأراضي المحتلة، أتاحت الجبهة الوطنية الدينية، التي كانت القوة الموجهة للحركة، الطريق إلى صورة أكثر تعقيدًا للأيدولوجية والخطابات. أصبح مشروع الاستيطان الإسرائيلي تحالفًا غير متجانس من 400 ألف شخص أو 550 ألف شخص إذا ضُم سكان يهود من أجزاء القدس الذي ضمته إسرائيل بعد الحرب.
في الوقت الذي يواصل فيه كلا من الدارسين ووسائل الإعلام نشر الصور النمطية للمستوطنين على أنهم ناشطون، إلا أن مستوطنات اليوم تشمل الانتهازيين الاقتصاديين أو الإسرائيليين الأصليين والمهاجرين اليهود من خلفيات عرقية مختلفة، ومن بينهم 60 ألف من أمريكا.
مع احتفال حركة المستوطنين الإسرائيلية بالذكرى الخمسين لإنشائها، فتنوع وديناميكية المشروع دليل على نجاح مبادرة الدولة للضواحي الآمنة. منذ الثمانينات، استثمرت الحكومة الإسرائيلية الكثير من المصادر الاقتصادية والعسكرية في المناطق المحتلة، واستخدمت المدنيين ونشرتهم في الأراضي لأهداف استراتيجية ولتطبيع الاحتلال.
مع تعمق الروابط بين الدولة المستعمرة والأراضي التي استعمرتها، أصبح من الصعب الفصل بينهم وأصبح مشروع الاستيطان أكثر رسوخًا.
أثار محو الخط الأخضر تساؤلات حول الوجود ومستقبل الكيان الفلسطيني أو الكيان الصهيوني، بين نهر الأردن والبحر المتوسط، وكذلك إمكانية التقسيم في هذه القطعة الصغيرة من العقارات. يتجمع اليسار واليمين على فكرة أن هناك اختلافًا طفيفًا بين المستوطنات الإسرائيلية في تل أبيب والمستعمرة اليهودية في جنوب بيت لحم، لكن رؤياهم لمستقبل دولة واحد للفلسطينيين والإسرائيليين تختلف بشدة.
في حين أن الذكرى الخمسين لحرب 1967 هي لحظة للتأمل العميق، إلا أن جذور الصراع في 1948 ستظل باقية حتى إذا اختفت كل المستعمرات. المسائل السردية التاريخية، والتوصل إلى اتفاق الوضع النهائي بشأن المستوطنات لن يحل مسائل أخرى، أو ينص على اتفاق عادل وإنهاء المطالبات. بعد خمسين عامًا، يجب علينا الاعتراف أن الإسرائيليين والفلسطينيين لن يسعوا أو يفضلوا حل الدولتين.
حرب 1967 والحركة الوطنية الفلسطينية
 لم تخلق حرب يونيو 1967 حركة وطنية فلسطينية معاصرة، لكنها أنشأت الظروف لظهورها وقدرتها على الاعتناء بالقضية الفلسطينية، بدلًا من الاعتماد على الدول العربية. كان لهذا التطور عواقب بعيدة المدى حتى هذا اليوم.
منذ ختام الثورة العربية في 1936-1939 ضد الانتداب البريطاني في فلسطين، وحتى حرب 1967، كان الفلسطينيون في كثير من الأحيان أكثر من متفرجين على القرارات الإقليمية والدولية والتطورات التي حددت مصيرهم، منذ إنشاء الدولة اليهودية في 1948، والتي أدت إلى تجريدهم من ملكيتهم.
رغم ظهور حركات وطنية فلسطينية، مثل حركة التحرير الوطنية، خلال عقد من النكبة في 1948، إلا أن الفلسطينيين سعوا وتوقعوا في الخمسينات والستينات تحقيق الخلاص على أيدي حشود العالم العربي. انضم العديد من الفلسطينيين لمختلف الحركات العربية والشيوعية والإسلامية المنتشرة في أنحاء المنطقة، أو تعهدوا بالولاء لقادة وأنظمة العرب أكثر من تطوعهم في المنظمات التي تحمل أجندة فلسطينية.
في الواقع، جامعة الدول العربية هي من أنشأت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، كآلية يمكن للدول العربية وبخاصة جمال عبد الناصر، من خلالها، التحكم في مستويات متزايدة من النشاط الوطني الفلسطيني، وبالتالي ضمان دوام سلطتها على القضية الفلسطينية والعالم العربي.

ستة أيام فقط في 1967 عملت على تغيير هذه الحقائق، من الهزيمة الشاملة للجيوش العربية وشجب الأنظمة العربية. ظهرت حركات وطنية فلسطينية واحدة تلو الأخرى، وعاد جورج حبش الذي أسس من قبل الحركة العربية للقوميين العرب، للظهور مرة أخرى في ديسمبر من نفس العام في منصب الأمين العام للجبهة الشعبية الماركسية لتحرير فلسطين.
 سيطرت حركة فتح على منظمة التحرير الفلسطينية في 1968، ووضعت ياسر عرفات رئيسًا لها. في منتصف السبعينيات، استطاعت منظمة التحرير تنصيب نفسها كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.
كانت مركزية قضية فلسطين في الصراع العربي الإسرائيلي، وحق تقرير المصير الفلسطيني في جدول الأعمال الدولي، هامة في حالة عدم توقع عواقب حرب 1967. حققت الحركة الوطنية الفلسطينية إنجازًا هامًا بتحويل الشعب الفلسطيني من مُشتت إلى طرف سياسي متوحد.
لكنه اليوم غير قادر على مواجهة التقدم القوي للاستعمار الإسرائيلي، وهو ما يضعه في خطر. تحول الفلسطينييون الآن إلى جماعات أكثر انقسامًا منذ الحرب في 1948، ويخاطرون مرة أخرى بأن يصبحوا غير متكافئين سياسيًا. لن يتمكن الفلسطينييون من تحقيق حلم التحرر إلى واقع سياسي، إلا من خلال إيجاد حلول لجمع شمل الحركة الوطنية التي تشكلت بعد 1967.
========================